للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كثيرا من الناس يسهلها بين الهمزة والواو وهو لا يشعر وجرى اللسان بهذه السهولة على النطق بالهمز المحق إذ الهمز اثقل الحروف نطقا وهذا كان حال الوصل وهو خطأ بلا شك إذ لم يقرأ به أحد فيما علمت وأما في حال الوقف فليس بخطأٍ لكن لا ينبغي إن يقرأ به إلا لمن قرأ بذلك كحمزة ومنها تحقيقها في موضع التسهيل وهو مفصل مبين في كتاب الخلاف بين القراء وإذا سهلت المفتوحة في نحوءَانْذَرْتَهُمْ وَجاَءَ أحَدُكُمْ وَالسُّفَهَاَء أمْوَالَكُمْ فالتسهيل حرف بين الهمزة المحققة وحرف المد الذي يجالس حركتها وهو الألف وإذا سهلت المكسورة في نحو أالَهُ مَعَ اللهِ وهَؤُلاَءِ إن كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَمِنَ السَّمَاءِ إلى الأرض فالتسهيل حرف بين الهمزة المحققة والياء المدية وإذا سهلت المضمومة في نحو أَؤُنَبِّئُكُمْ وألْقِيَ وأوْلِياَء أولَئِكَ فالتسهيل بين الهمزة المحققة والواو المدية وبعض القاصرين يجعل التسهيل هاء محضة وهو لحن لا تحل القراءة به واستدل له بعض الآخذين به بأنه يجوز في كلام العرب إبدال الهمزة ها وهو باطل بديهي البطلان إذ لا يلزم من جواز الشيء في العربية جواز القراءة به وأيضا فان إبدال الها من غير التا مقصور في العربية على السماع من العرب كقولهم هِياَّك في إيَّاك ولا يجوز القياس عليه وهو في الكتب المتداولة التوضيح وغيره ومسألتنا لم يسمع فيها ولنا أدلة كثيرة في الرد على زاعم هذا بيناها في تأليف لنا مستقل في هذه المسألة بسبب سؤال ورد علينا فيها، ومنها إخفاؤها إذا كانت مضمومة أو مع مكسورة نحو رَؤُوفٌ ويَدْرَءُونَ وأوحِيَ وأوتِينَا وإيماَناً وإقامِ لان الهمزة حرف ثقيل والضم والكسر كذلك فيصعب على اللسان النطق بثقيلين فيخفي القاري الهمزة وهو لا يشعر لا سيما إن أتى قبلها أو بعدها ضمة أو كسرة نحو سُئِلَتْ وبارِئكُمْ وبِرُءُوسِكُمْ وتَطْمَئِنَّ ولِيُطْفِؤُا وبِإمَامٍ وأعِدَّتْ ومُتَّكِئُونَ فلا بد من إظهارها في هذا ونحوه وكذلك إذا كان قبلها مشدد نحو أنَبئكُمْ.

<<  <   >  >>