للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصدقة قال النبي عليه السلام: "الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر" ١.

لأن القرض لا يقع إلا عند محتاج، والصدقة قد تصادف غير محتاج.

وقد ذم الله تعالى أقواما لا يتصدقون ولا يعيرون بقوله عز وجل: {وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} إلى أن قال: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} . [سورة الماعون: آية ٧] .

فالماعون ما هو عون لأخيه في حوائجه كالفأس والقدر وغير ذلك. فإذا منع هذه الأشياء كان هو غاية الشح، عصمنا الله تعالى عن سفساف الأمور وشح الصدور.

وأيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم باشر الاستعارة، فلو كان العار في طلب العارية لما كان باشرها فإن النبي عليه السلام موصوف بالأخلاق المهذبة والمكرمة والنعوت المعظمة. وأما ما قاله الجوهري وصاحب المغرب في تعليل التسمية للعارية ينافي بما في الهداية والنهاية والمبسوط من الروايات الصحيحة عن خير البرية، والحري أن لا يتعجب أمثال هذا القول من البشرية.


١ هذا الحديث أخرجه ابن ماجه من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه وأوله: "قال عليه السلام: رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوباً إلخ". يرجع إلى سنن ابن ماجه ٢/٨١٢ كتاب الصدقات.

<<  <   >  >>