للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب الولاء]

الولاء: من آثار العتق، مأخوذ من الولي بمعنى: القرابة يقال: بينهما ولاء أي: قرابة حكيمة حاصلة من العتق أو الموالاة. ومنه قوله عليه السلام: "الولاء لحمة كلحمة النسب" ١ أي: وصله كوصل النسب.

وقيل: الولاء والولاية بالفتح: النصرة. وفي الصحاح: الولاء: ولاء المعتق، وفي الحديث: "نهى عن بيع الولاء وعن هبته" ٢.

والولاء: الموالون. والموالاة ضد المعاداة، والمعاداة والعداوة بمعنى واحد.

ثم اعلم أن الولاء نوعان "ولاء عتاقة: ويسمى ولاء نعمة" وسبب هذا الولاء الإعتاق عند الجمهور، "وولاء الموالاة" وسببه العقد الذي يجري بين اثنين.

وفي المغرب: المولى على وجوه: ابن العم، والعصبة كلها، والرب، والمالك، والناصر في قوله تعالى ذلك: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} . [سورة محمد: آية ١١] والحليف: وهو الذي يقال له مولى الموالاة، والمعتق: وهو مولى النعمة والمعتق في قوله عليه السلام: "مولى القوم من أنفسهم" ٣ يعني موالى بني هاشم في حرمة الصدقة عليهم. وهو مفعل من الولي بمعنى القرب. كذا في المغرب.

وزاد عليها صاحب المفاتيح: السيد، والمنعم، والمحب، والخليفة، والحر، والعبد، والمنعم عليه، والجار.

والولي: ضد العدو، والولي: الصهر، وكل من ولي أمر واحد فهو وليه، ومنه: ولي


١ هذا الحديث روي من حديث ابن عمر ومن حديث ابن أبي أوفى ومن حديث أبي هريرة بزيادة "لا يباع ولا يوهب" أما رواية عمر فقد أخرجها الحاكم وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه انتهى. يرجع إلى المستدرك ٤/٣٤١.
٢ أخرجه البخاري في كتاب العتق ٢/٨١ ومسلم كتاب العتق ٢/١١٤٥ وأبو داود مع العون كتاب الفرائض ٨/١٣٣ والدارمي في الفرائض ٢/٣٩٨.
٣ روي هذا الحديث بطرق متعددة، فقد أخرجه الحاكم في مستدركه عن رفاعة بن رافع الزرقي وقال: حديث صحيح الإسناد يرجع إليه ٢/٣٢٨ كتاب التفسير. وأخرجه أحمد في مسنده من طريق رفاعة أيضاً ٤/٣٤٠. وأخرجه الدارمي من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده ٢/٢٤٣ وانظر نصب الراية للزيلعي ٤/١٤٨.

<<  <   >  >>