للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر


هذا تصريح بأن من قال: بأن كلام الله إنه كلام البشر فقد كفر هذا إذا قاله من دون تأويل إذا قال: إن القرآن كلام الله القرآن كلام البشر كفر، من قاله من دون تأويل، من زعم أن القرآن كلام البشر هذا كافر بالإجماع، لكن إذا قاله متأولًا كالأشعري لشبهة حصلت له، فهذا يدرأ عنه التكفير؛ لأن له شبهة؛ لأن له شبهة فهو ما قال صراحة: إنه كلام البشر، بل يقول: أعترف أن القرآن كلام الله، لكن كلام الله معنى قائم بنفسه، أما ما في المصاحف والألفاظ هذا يتأدى به كلام الله، فهذا قاله عن شبهة ما قاله بدون شبهة قال: إن القرآن كلام البشر، من قال: إن القرآن كلام البشر صراحة من دون شبهة هذا كافر، ومن قاله عن تأويل فهذا يدرأ عنه الحد، مثل مثال ذلك مثلًا قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥) } من قال: إن الله لم يستو على العرش بدون شبهة إنه كافر، هذا رد كلام الله أنكر الله يقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥) } وهو يقول: لم يستو على العرش هذا كافر بالإجماع، لكن شخص يقول: على العين والرأس أنا أومن أن هذه آية في كتاب الله، لكن معنى استوى استولى لشبهة حصلت له هذا لا يكفر؛ لأن هذا قال عن شبهة وتأويل، فكذلك من قال: إن القرآن كلام البشر فهو كافر كما قال الله عن الوليد بن المغيرة: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (٢٥) } قال الله: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (٢٦) } أما من قال عن تأويل كالأشعري فهذا لا يكفر؛ لأن له شبهة، ولهذا الأشاعرة لا يكفرون. نعم.

<<  <   >  >>