للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن ربنا -جلا وعلا- موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس في معناه أحد من البرية


فإن ربنا -جلا وعلا- موصوف بصفات الوحدانية منعوت بنعوت الفردانية ليس في معناه أحد من البرية المعنى أن الله -سبحانه وتعالى- موصوف بما وصف به نفسه من النفي والإثبات فموصوف بصفات الوحدانية، وهذا مأخوذ من قول الله -تعالى- من سورة الإخلاص موصوف بصفات الوحدانية كما في قوله -تعالى- {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) } منعوت بنعوت الفردانية كما في قوله -تعالى- {اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) } ليس في معناه أحد من البرية يعني: لا يماثله أحد من خلقه كما قال -سبحانه وتعالى-: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (٤) } والوحدانية والوصف، والنعت متقاربان الوصف والنعت إما مترادفان أو متقاربان.
فالوصف يطلق على الذات، والنعت يطلق على الفعل، وكذلك الوحدانية والفردانية متقاربتان، فالوحدانية للذات يقصد بها الذات والفردانية للصفات فهو -سبحانه وتعالى- متوحد في ذاته متفرد في صفاته لا يشبه أحدا من خلقه، وهذا المؤلف -رحمه الله- أتى بهذه الكلمات وهي من باب السجع لو لم يلتزم السجع كان أحسن، فقول ليس في معناه أحد من البرية قول الله -سبحانه- {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (٤) } {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} أحسن من قوله: ليس في معناه أحد من البرية. نعم.

<<  <   >  >>