للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه


هذا لا بد منه كما سبق الأدلة على هذا واضحة على العبد أن يعلم أن كل شيء كل شيء قد سبق به علم الله علم الله شامل لا بد من الإيمان بهذا أن تعلم أن الله أن علم الله سابق في كل شيء وأن الله يعلم ما كان في الماضي وما يكون في المستقبل وما لم يكن لو كان كيف يكون كما قال -سبحانه-: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَن اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٧٥) } {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (٤٠) } {* وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٥٩) } .
هذا أيضا في الكتاب الذي هو اللوح المحفوظ، ومن لم يؤمن بعلم الله الشامل، فليس بمسلم؛ ولهذا لما أنكر القدرية الغلاة الأولى لما أنكروا علم الله الشامل كفروا، كفرهم العلماء كمالك والشافعي وأحمد.
وقال فيهم الإمام الشافعي -رحمه الله-: ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خصموا، وإن أنكروه كفروا.
فمن أنكر العلم نسب الله للجهل، ومن نسب الله إلى الجهل كفر، فلا بد من الإيمان بعلم الله الشامل. نعم.
والقدرية الأولى كانوا يقولون: إن الله لا يعلم الشيء حتى يقع؛ فكفروا بذلك نعوذ بالله. نعم.
الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه
وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه فقدَّر ذلك تقديرا محكما مبرما.
نعم قدر تقديرا محكما مبرما، يعني لا يغير ولا يبدل التقدير المبرم المحكم الذي لا خلل فيه، ولا يمكن أن ينقض.
نعم.

<<  <   >  >>