للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خَالِقٌ بِلَا حَاجَةٍ، رَازِقٌ بِلَا مُؤْنَةٍ.


وهذان أيضا اسمان من أسماء الرب، وهما الخالق والرازق، فمن أسمائه الخالق، ومن أسمائه الرازق، هو خالق بلا حاجة إلى أحد؛ لأنه كامل لا يحتاج إلى أحد -سبحانه وتعالى-.
وهو الغني عن كل ما سواه. رازق بلا مئونة أي بلا ثقل وكلفة ومشقة، والأدلة على ذلك كثيرة قال الله تعالى، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨) } .
وقال سبحانه: {* يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (١٧) } وقال سبحانه: {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} وقال سبحانه: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} . وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الطويل: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وهو حديث قدسي من كلام الله عز وجل لفظا ومعنى. فهو سبحانه رازق عباده وهو خالقهم -سبحانه وتعالى- من غير حاجة لا يحتاج إلى أحد، وهو رازقهم بلا مشقة، ولا كلفة؛ لأنه كامل؛ ولأنه على كل شيء قدير -سبحانه وتعالى-. نعم.

<<  <   >  >>