للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخروج من البلد في طلب المعاش وأن يصحب أهله معه فأشتد ذلك على أهل المرأة وجاءوا إلى أبي حنيفة يستشيرونه فقال لهم أبو حنيفة له أن يخرجها إلى حيث شاء فقالوا لم نصبر على ذلك فقال أرضوه بأن تردوا عليه ما أخذتم منه فأجابوه إلى ذلك فقال أبو حنيفة للفتى إن القوم قد سمعوا وأجابوا إلى أن يردوا عليك ما أخذوا منك من المهر ويبروك فقال الفتى لا بد من زيادة آخذها منهم فقال أبو حنيفة أيما أحب إليك أن ترضى بما بذلوا لك وإلا أقرت المرأة لرجل بدين عليها ولا يمكنك حملها ولا السفر بها حتى يقضى ما عليها من الدين قال فقال الفتى الله الله يا إمام لا يسمع أحد منهم بذلك ثم أجاب وأخذ ما بذلوه من المهر.

ومنه أن رجلا جاء إلى أبي حنيفة وقال يا إمام دفنت مالا مدة طويلة ونسيت الموضع الذي دفنته فيه فقال الإمام ليس في هذا فقه فأحتال لك ولكن أذهب فصل الليلة إلى الغداة فإنك ستذكره إن شاء الله تعالى ففعل. فلم يمض إلا أقلب من ربع الليل حتى ذكر الموضع الذي دفن فيه فجاء إلى أبي حنيفة فأخبره فقال قد علمت أن الشيطان لا يدعك تصلي الليل كله فهلا أتممت ليلتك كلها شكراً لله.

ومنه أن بعضهم كانت له زوجة جميلة وكان يحبها حباً شديداً وتبغضه بغضاً شديداً ولم تزل المنافرة بينهما البتة وأضجره ذلك وطالت مدة تجرؤها عليه في الكلام فقال لها يوما أنت طالق ثلاث بتاتاً إن خاطبتني بشيء ولم أخاطبك بشيء مثله فقالت له في الحال أنت طالق ثلاثاً بتاتاً فابلس

<<  <  ج: ص:  >  >>