للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما شعر رأسي فقد جودت أخذه، ولكنك والله يا ابن الخبيثة سلحت على شاربي ووضع يديه عليه. وسمع فزارة يوماً صياحاً فقال: ما هذا الصياح؟ فقالوا: قوم يتكلمون في القرآن. فقال: اللهم أرحنا من القرآن.

واجتاز به صاحب دراج فقال: بكم تبيع هذا الدراج؟ فقال: واحد بدرهم. قال: لا، قال: كذا بعت، قال: نأخذ منك اثنين بثلاثة دراهم، قال: خذ، فقال: يا غلام أعطه ثمن اثنين ثلاثة دراهم فإنه أسهل للمبيع.

[خطاب أعراب ولي على كورة]

وبلغنا أن المهلب ولى بعض الأعراب كورة بخراسان وعزل واليها فصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس اقصدوا لما أمركم الله به، فإنه رغبكم في الآخرة الباقية وزهدكم في الدنيا الفانية، فرغبتم في هذه وزهدتم في تلك، فيوشك أن تفوتكم الفانية ولا تحصل لكم الباقية فتكونوا كما قال الله تعالى لا ماءك أبقيت ولا حرك أنقيت واعتبروا بالمغرور الذي عزل عنكم سعى وجمع فصار ذلك كله إلي على رغم أنفه وصار كما قال الله سبحانه وتعالى مجزوء الخفيف:

أبشري أم خالد ... رب ساعٍ لقاعد

ثم نزل عن المنبر.

<<  <   >  >>