للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[تأسيس التقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس]

...

وبعد ذلك طلب مني بعض الإخوان بيان معنى بعض أبيات في البردة وتشطيرها للرجل المذكور، فكتبت عليها قدر ورقتين فأشمأز بعض المخالفين لزيغ في قلبه، واعترض على ما كتبته بكتابة ورقة متضمنة شركا عظيما، فكتبت على كلامه قدر ثلاثة كراريس وهم قد رفعوا جوابي الأول والثاني إلى كبيرهم داود المذكور، مستنصرين به، فقام وقعد، وجد واجتهد في البحث عن الأوراق التي اعترض فيها أعداء الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمة الله عليه – فيما دعا إليه من التوحيد، فحصل فيما بلغني جملة منها فاستمد منها وزاد من عنده فضائح وضعها في تسويده هذا الذي عثرنا عليه، فيه ترويج على الجهال.

فرأيت أنه يتعين على مثلي بيان تلبيسه وتمويهه لعل الله أن يحشرنا في زمرة الذين ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.

ذكر المعترض في أول تسويده بأنا نكّفر من كانت البردة عنده ومن قرأها ومن سمعها، وأننا نبيح قتله، وهذا من أول كذبه وافترائه.

وزعم أن ما كتبناه متضمن لتنقص الرسول صلى الله عليه وسلم، وسلفه في ذلك عباد المسيح، لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن عبادته قالوا تنقص المسيح عليه السلام، ونحن إنما نهينا عن الغلو فيه صلى الله عليه وسلم الذي حذر منه بقوله:" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم". ١ قوله: "ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله". ٢

وقوله: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد"، ٣ وقوله للذي


١ أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب: "واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها ٠٠٠٠ " حديث رقم ٣٤٤٥.
٢ المصدر السابق نفسه.
٣ أخرجه ابن ماجه، كتاب الكفارات، باب النهي أن يقال ما شاء الله وشئت، حديث رقم ٣١١٨، وأحمد في المسند "٥ / ٤٤٨ "، والطحاوي في مشكل الآثار رقم ٢٣٧، وانظر: السلسلة الصحيحية ١٣٧.

<<  <   >  >>