للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الباحثين لها بصورة خاصة (١) .

والطرف الثاني الذي تشير إليه الآيات الكريمة في كون القرآن عربي اللسان، ويطلب من أهل اللسان أن يعقلوا ما فيه" المقدرة على استنباط الأحكام" ومعرفة وجه التشريع في كل آية، وفي كل لفظة من كلمات القرآن، وماذا تؤدي هذه الكلمة من معنى"فهو حمال أوجه"، وماذا يفيد هذا المعنى من حكم، ولهذا نرى الفقهاء يختلفون في إعطاء حكم لمسألة واحدة، وأدلتهم فيها من كتاب الله تعالى كل بحسب علمه وفهمه، واستنباطه.

وهذا إنما يخوض فيه أهل أصول الفقه الذين تمرسوا فيه، وعرفوا الدلالات والخاص والعام، والمطلق والمقيد، والنص، والمقيد، والمجمل والمبيّن ... فأعطوا لكلٍ حكمه الذي يفيده النص الذي جاء فيه، وهم وإن اعتمدوا كثيراً على أصول اللغة العربية، وما تفيده من أحكام إلا أنهم أضافوا إليها قواعد خاصة استخرجوها من كتاب الله وسنة نبيه.


(١) وأريد أن أنبه على أن بعض الباحثين زعم أن هناك إعجازاً أطلق عليه اسم الإعجاز الموسيقي، ذكره د. كارم السيد غنيم في كتابه الإشارات العلمية في القرآن الكريم، وأظنه في هذا قد ذهب بعيداً، فإن القرآن الكريم لاشك أنه يتصف بالجرس الصوتي المنسجم في كل سورة من سوره مع المعنى الذي جاءت الآيات لبيانه، ومع اللفظة التي اختيرت لهذا المعنى، وليس المقصود أنه موسيقي جاء بالنغمات الموسيقية، حتى لو حاول بعض الناس الذين ساروا مع وسوسة الشيطان ليخرجوا القرآن عن منهج الهداية، كما أخرج بعضهم كتاب" وجوه الإعجاز الموسيقي في القرآن " [د. محيي الدين رمضان-نشر دار الفرقان –عمان الأردن] فإن هذا مما لا ينسجم مع رسالة الإسلام، ومكانة القرآن.

<<  <   >  >>