للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهذا الكلام نشأ عن جهله باللغة والشرع، وما جاءت به الأنبياء، فإن العبادة تتضمن غاية الخضوع والذل، ومنه طريق مُعَبَّد: إذا كان مذللاً قد وطئته الأقدام، هذا أصلها في اللغة.

وأما في الشرع فهي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة. قاله شيخ الإسلام.

وقال بعضهم: هي ما أمر به شرعاً، من غير اقتضاء عقلي، ولا اطراد عرفي.

وقال بعضهم: هي فعل ما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، ابتغاء وجه الله والدار الآخرة.

فدخل في هذه التعاريف والحدود جميع أنواع العبادات، فلا يقصد بها غير الله، ولا تصرف لسواه.

وهذا الغبي لم يعرف من أفرادها غير السجود.

ودعاءُ المسألة من أفضل أنواعها، وأجلها، كما في حديث النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة" ١.


١ أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٤/ ٢٦٧-٢٧١-٢٧٦-٢٧٧، وأبو داود في سننه –كتاب الصلاة- ٢/ ١٦١، والترمذي في سننه –كتاب التفسير- ٥/ ٢١١، وفي –كتاب الدعاء- ٥/ ٤٥٦، وابن ماجه في سننه –كتاب الدعاء- ٢/ ١٢٥٨، وابن المبارك في الزهد ص ٤٥٩، والطيالسي في مسنده ص١٠٨، وابن أبي شيبة في المصنف ١٠/ ٢٠٠، والبخاري في الأدب المفرد ٢/ ١٧٨، وابن جرير الطبري في تفسيره ٢٤/ ٧٨-٧٩، وابن حبان في صحيحه –الموارد- (ص٥٩٥) والطبراني في الصغير (٢/٩٧) والحاكم في مستدركه (١/ ٤٩٠-٤٩١) , والبغوي في شرح السنة ٥/ ١٨٤، وفي تفسيره

<<  <   >  >>