للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المناذرة والغساسنة]

قامت في جنوبي سورية وجنوبي العراق إمارتان عربيتان هما: إمارة المناذرة في الحيرة، وإمارة الغساسنة في جهات حوران. وكما خضع المناذرة لدولة الفرس الحاكمة على إيران والعراق، خضع الغساسنة للدولة البيزنطية١ الحاكمة على سورية، وكانت كل من الإمارتين درعًا ومجنًّا للدولة التي خضعت لها ضد هجمات الدولة الأخرى المعادية، وضد غارات بدو الصحراء على أراضيها. وقد جرَّت هذه التبعية للأجنبي وراءها حروبًا متصلة بين الإمارتين٢ سفكت فيها الدماء العربية إرضاءً لغرور وسيطرة الدولتين الأجنبيتين. وما انفكت الإمارتان على هذه الحالة إلى أن اجتاحت جيوش العرب المسلمين أراضيهما فاندمجتا في الكيان العربي نهائيًّا.


١ ظلت الدولة الرومانية محتفظة بوحدتها حتى عام ٣٩٥م، وهو التاريخ الذي انقسمت فيه إلى شطرين: غربي وعاصمته روما وشرقي وعاصمته القسطنطينية، وهو الذي سمي باسم الدولة البيزنطية، التي ورثت من الدولة الرومانية السيطرة على بلاد الشام ومصر وشمالي إفريقيا.
٢ Henri Masse: L.htm'Islam. P. ١٣-١٤.

<<  <   >  >>