للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- الربع الخالي:

وأما صحراء الربع الخالي التي تشكل في جنوبي شبه جزيرة العرب حوضًا تحف به سفوح مرتفعات العسير واليمن وعُمان من الغرب والجنوب، والخليج العربي من الشرق، فهي من أوسع المساحات الرملية المتصلة في العالم، وكانت تعرف قديما باسم "مفازة صيهد"١. أما مساحتها فمن الصعب تقديرها تقديرًا صحيحًا، وربما لا تقل عن مليون كم٢، بل تزيد، وهي خالية من معالم الحياة النباتية والحيوانية لكثرة جفافها، وتعتبر من أكثر المناطق غموضًا في العالم، فالمعلومات عنها قليلة وأغلب أجزائها لا تزال مجهولة. ويعتبر السائح الإنجليزي "برترام توماس" أول رجل استطاع "في عام ١٩٣١م" أن يخترقها، واستغرق في ذلك ٥٨ يومًا. وقد كشف فيها عن بقايا من الحيوانات مبعثرة هنا وهناك، وعن آثار قديمة ترجع إلى ما قبل الإسلام، الأمر الذي يساعد على التكهن بأنها كانت مأهولة في قديم الزمن، حيث كانت شبه الجزيرة رطبة المناخ مطيرة، لا سيما وأنه في عام ١٩٥١م قام من جدة ركب مكون من بضعة باحثين أوروبيين بزعامة المستشرق الإنجليزي المعروف "جون فيلبي" "عبد الله" وكان مستشارًا للمملكة العربية السعودية، فمر في الطائف ثم بمدينة "أبها" في العسير فنجران، ومن هناك سلك طريق الربع الخالي على حدود الصحراء إلى الرياض، فقطع مسافة ٥٠٠٠ كم في أرض مجهولة تمامًا، وعاد الركب بآلاف النقوش الكتابية٢.


١ الهمداني: المصدر نفسه، ص٨٤: "أما فلاة اليمن وغائطه فإنه صيهد، وهي فلاة تتفرق من الدهناء من ناحية اليمامة والفَلَج".
٢ ديتلف نلسن، هومل، ورفاقهما: تاريخ العرب القديم، ص١٦١ "من استكمال بقلم د. فؤاد حسنين علي".

<<  <   >  >>