للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شديدًا، ويمعنون في الفتك بهم وفي نهبهم وإذلالهم. وكان فيما سبق وذكرته في البحث عن يثرب من اعتدال الأوس وعدم الإمعان في إذلال الخزرج١, وتفضيل جوارهم على جوار "الثعالب" الذين أظهروا عزمهم على القضاء عليهم؛ لينفردوا بعد ذلك بالأوس، ثم مال الطرفان إلى الصلح, وبرزت شخصية عبد الله بن أبي بن سلول٢ الذي اختير ليكون ملكًا على يثرب، وكاد أن يتم له ذلك، لولا قدوم الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين مهاجرين إلى المدينة.


١ ابن الأثير: ١/ ٤١٨؛ يقول ابن الأثير: "وانهزمت الخزرج ووضعت فيهم الأوس السلاح فصاح صائح: يا معشر الأوس, أحسنوا ولا تهلكوا إخوانكم، فجوارهم خير من جوار الثعالب، فانتهوا عنهم ولم يسلبوهم، إنما سلبهم بنو قريظة والنضير".
٢ أما عمرو بن النعمان البياضي الخزرجي الذي أثار هذه المعركة بخطل رأيه، فقد قتل كما تنبأ له عبد الله بن أبي.

<<  <   >  >>