للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوم خَزَار:

وكان سببه المباشر أن بني معد قد أوفدوا وفدًا من وجوههم ليكلموا ملكًا من ملوك اليمن، كما يقول ابن الأثير، وربما يكون زهير بن جناب، كان في يده أسارى من مضر وربيعة ليطلق سراحهم، فاحتبس بعض رجال الوفد رهينة لديه، وقال للباقين أن يأتوه برؤساء قومهم، لكي يأخذ عليهم المواثيق بالطاعة له، وإلا قتل أصحابهم.

فلما رجعوا إلى قومهم وأخبروهم بما جرى، اجتمعت ربيعة وباقي قبائل معد حول كليب وائل، وسارت تحت رايته، فأمَّر عليهم سلمة بن خالد المعروف باسم "السفاح التغلبي" ووجهه إلى جبل "خزار" الكائن في نجد على طريق مكة البصرة، وأوصاه بأن يوقد نارا للاهتداء إليه، أما إذا غشيه العدو فليوقد نارين، ولما بلغ مذحجًا اجتماع ربيعة ومسيرها، استنفروا من يليهم من قبائل اليمن وساروا إليهم١.

وما أن وصل هؤلاء إلى جبل خزار حتى أوقد السفاح نارين٢ فأقبل كليب بجموعه وصبح اليمنية، واقتتل الفريقان قتالا شديدا كثرت فيه القتلى، وانهزمت مذحج واليمنية، وأحرز المعديون نصرًا عظيمًا عليها، وفي ذلك يقول الفرزدق يهجو جريرًا ويفاخر بأجداده:


١ ابن الأثير: ١/ ٣١٠-٣١١: محمد جاد المولى بك، أيام العرب، ص١٠٩-١١١.
٢ وقد قال السفاح التغلبي منوهًا بما فعل:
وليل بت أود في خزارى ... هديت كتائبًا متحيرات
ظللن من السهاد وكن لولا ... سهاد القوم أحسب هاديات

<<  <   >  >>