للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على شرح ما يتصل بها من شروط وأركان، فكان لا بد لهم من الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعرفة الأحكام معرفة تفصيلية

ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبلِّغ عن ربِّه وأدرى الخلق بمقاصد شريعة الله - عز وجل - وحدودها ومراميها.

وقد أخبر الله في كتابه الكريم عن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة للقرآن أنه مبيِّنٌ له، وموضحٌ لمراميه وآياته حيث يقول تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} . ١

وكان الصحابة رضي الله عنهم يلتزمون حدود أمره ونهيه، ويقتدون به صلى الله عليه وسلم في كل أعماله وعباداته ومعاملاته - إلا ما علموا منه أنه خاص به - فكانوا يتعلمون منه أحكام الصلاة وأركانها وهيئتها أخذاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي". ٢

ويأخذون عنه مناسك الحج وشعائره امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم". ٣

وقد بَلَغَ من اقتدائهم به أنْ كانوا يفعلون ما يفعل، ويتركون ما


١ الآية ٤٤ من سورة النحل.
٢ رواه البخاري في كتاب الأذان من صحيحه – باب الأذان للمسافر فتح ٢ / ١١ ح: ٦٣١.
٣ رواه مسلم في صحيحه عن جابر، وذلك في ذكر حجة النبي صلى الله عليه وسلم ٢ / ٩٤٣ ح: ٣١٠ من كتاب الحج.

<<  <   >  >>