للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة]

" وأجمع أهل الحق، واتفق أهل التوحيد والصدق أنَّ الله تعالى يُرى في الآخرة، كما جاء في كتابه، وصح عن رسوله صلى الله عليه وسلم "

شرع المصنف في الحديث عن رؤية الله جل وعلا يوم القيامة، وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم عياناً.

والرؤية عند أهل السنة حق، وجرت عادة كثير من أهل العلم أن يذكروا الكلام على رؤية الله جل وعلا في مباحث الصفات؛ باعتبار أنَّ الله عز وجل يُرى: يراه المؤمنون بأبصارهم حقيقة من فوقهم، ويتجلى لهم سبحانه ويمكنهم من رؤيته.

ومن أهل العلم من يذكر ما يتعلق بالرؤية في مباحث الإيمان باليوم الآخر، عند ذكرهم نعيم أهل الجنة؛ لأنَّ هذا يتحقق لأهل الإيمان في الجنة، بل هو أعلى وأعظم وألذ نعيم يناله أهل الجنة في الجنة.

ورؤية الله جل وعلا مطمع من مطامع أهل الإيمان، وهدف يسعون لتحصيله، ويسألون الله عز وجل أن يمنَّ عليهم به، ويدعون الله جل وعلا أن يكرمهم برؤيته يوم القيامة. وأيُّ نعيم أعظم من أن يرى المخلوق ربَّ العالمين وخالق الخلق أجمعين ذا الجلال والكمال والعظمة والكبرياء، فهي أكمل وألذ وأعظم نعيم يناله أهل الجنة في الجنة. وقد جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في سنن النسائي وغيره ١ من حديث عمار بن ياسر ":"وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة".


١ أخرجه النسائي " رقم ١٣٠٥ "، والبزار " رقم ١٣٩٣ "، وابن حبان " رقم ١٩٧١ " وصححه الألباني في صحيح الجامع " رقم ١٣٠١ "

<<  <   >  >>