للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الإيمان بأشراط"الساعة]

أخذ المصنف ـ رحمه الله ـ يتحدث في هذا الموطن عن أشراط الساعة وعلاماتها، والكلام عنها يطول، والمختصرات ـ كهذا الكتاب ـ لا يناسبها التطويل، فاقتصر على ذكر علامتين منها، وهي خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، وفي هاتين العلامتين اللتين ذكرهما تنبيه على الإيمان بالأشراط والعلامات الأخرى التي دل عليها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ إذ إنَّها كلَّها مشتركة في أنَّها أمور تأتي بين يدي الساعة علامة على دنوها وقرب مجيئها، فيلزم الإيمان بها كلِّها.

وللساعة أشراط وعلامات، كما قال تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} ١، وهذه الأشراط قسمها العلماء قسمين:

١ـ علامات صغرى: وهي التي تسبق مجيء الساعة بزمن، وتكون في الغالب من جنس أمور معهود أصلها بين الناس.

٢ـ علامات كبرى: وهي أمور عجيبة وغريبة تظهر آخر الزمان، فيها إيذان بخراب العالم وانتهائه وقرب قيام الساعة وانقضاء الدنيا، مثل طلوع الشمس من مغربها، وخروج يأجوج ومأجوج، والدخان، والدابة.

ومن شأن هذه العلامات الكبرى: أنَّها إذا خرجت واحدةٌ منها تتابعت بقيتها كنظم الخرز إذا انقطع. وأنَّها إذا ظهرت لم ينفع الإيمان؛ لأنَّه يصبح إيمان شهادة، كما قال الله تبارك وتعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} ٢.

ويقسِّم أهل العلم هذه الأشراط تقسيماً آخر، بحسب ظهورها وعدمه، إلى


١ الآية ١٨ من سورة محمد.
٢ الآية ١٥٨ من سورة الأنعام.

<<  <   >  >>