روى أبو الحوراء، عن ابن عباس، قَالَ: كَانَ أبو رومي من شر أهل زمانه، وَكَانَ لا يدع شيئا من الحرام إلا ارتكبه، وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:" إن رأيت أبا رومي فِي بعض أزقة المدينة لأضربن عنقه "، فلما أصبح غدا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما رآه من بعيد، قَالَ:" مرحبا بأبي رومي ".
وأخذ يوسع لَهُ المكان، قَالَ: فجعل أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر بعضهم إلى بعض ويقولون: بالأمس يقول: " إن رأيت أبا رومي لأضربن عنقه ".
فبينما هم كذلك قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" يا أبا رومي، ما عملت البارحة؟ " قَالَ: ما عسى أن أعمل يا رسول الله، أنا شر أهل الأرض فقال: " أبشر، إن الله عَزَّ وَجَلَّ حول مكنتك إلى الجنة، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ يقول:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} .