للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن هذه الناحية دخل القول في النوع الأول أيضا لأن ذكر الله تعالى بأسمائه وصفاته نوع من القول وهو عبادة في الوقت نفسه.

فهذه اصطلاحات ولكل مصطلح وجه وتوجيه، ثم الاعتقاد بأن الله تعالى مستحق للعبادة، يدخل في النوع الثاني من التوحيد.

لأن هذا من باب العمل والقول والإخبار، وعبادة الله تعالى بتوحيد الصفات. تدخل في النوع الأول من التوحيد وهو توحيد الألوهية وتوحيد العمل والإرادة.

(٧) (قال) شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:

"ولا يثبتون إلا وجودا مطلقا لاحقيقة له عند التحصيل.." ١.

الشرح:

معناه: أن هؤلاء الكفار ومن معهم من الفلاسفة والجهمية، والمعطلة لايؤمنون بصفتات الله تعالى ولا يصفون الله تعالى بشيء من صفاته التي وصف بها نفسه ووصف بها رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما يعتقدون أنهوجود مطلق خال عن الصفات التي تقيد الموصوف، والشيء إذا لم يكن له صفة فهو غير معقول؛ ولا يكون له وجود خارج الأذهان وإنما وجوده وجود ذهني. فالذهن يتصوره ولكن لا وجود له في الخارج فهوشيء معدوم؛ لأن المعدوم لا صفة له.

فالله تعالى عند هؤلاء الجهمية معدوم في الحقيقة ولا وجود له.


١ التدمرية ص٨.

<<  <   >  >>