للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولا يقال إضافة النداء إلى الله بطريق المجاز إذ هو الآمر كما يقال: نادى السلطان والمراد غيره، لأنا نقول: لا يجوز ذلك. لأن غير الله لا يمكنه أن يقول:"أنا الله، أنا الملك، أنا الديان. فيسقط هذا الخيال".

وروي أن الإمام أحمد بن حنبل سئل عن رجل قال: إن الله لا يتكلم بصوت ولم يكلم موسى بصوت.

فقال: هذا جهمي كافر عدو الله وعدو الإسلام أما سمع ما قال ابن مسعود"إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء. وهذا لا يقوله ابن مسعود بالاجتهاد من تلقاء نفسه.

وروي أن" موسى عليه السلام لما مضى بقبس النار، رأى ناراً تفور من فرع شجرة خضراء شديدة الخضرة، وإذا المنادي ينادي: يا موسى يا موسى. فأجاب استئناساً ببشر: لبيك لبيك! من أنت؟ فإني أسمع صوتك ولا أرى مكانك. فقال: يا موسى أنا ربك".

وروي أيضاً، أن بني إسرائيل قالوا لموسى: بم شبهت صوت ربك حين كلمك من هذا الخلق؟ قال شبهت صوته بصوت الرعد حين لا يترجع١.

وروي أن موسى حين رجع من مناجاة ربه استوحش من كلام الآدميين لما وجد من الأنس بكلام الله تعالى.


١ رواه عبد الله بن أحمد في"السنة" (٥٤٢) و (١٠٩٨) بإسناد ضعيف.

<<  <   >  >>