للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"المرتبة الثالثة":

الإحسان ركن واحد.

ــ

الأحاديث الثابتة على الفرقة القدرية١ الذين نبغوا في آواخر عصر الصحابة رضي الله عنهم ... "٢.

قوله: "المرتبة الثالثة: الإحسان ركن واحد".

الإحسان في الأصل نوعان: إحسان في عبادة الخالق وهو المراد هنا، وإحسان في حقوق الخلق، وهو نوعان: إحسان واجب، وهو أن تقوم بحقوقهم الواجبة على أكمل وجه كبر الوالدين وصلة الأرحام والإنصاف في جميع المعاملات، يدخل في هذا النوع الإحسان إلى البهائم ثم الإحسان في القتل لما ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة" ٣.

النوع الثاني: "الإحسان المستحب وهو ما زاد على الواجب من بذل نفع بدني أو مالي أو علمي، فيساعد الإنسان من احتاج إلى مساعدته ببدنه أو


١ وهم الذين يقولون إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدر، وليس لمشيئة الله تعالى وقدرته فيه أثر، وهذا يرده الشرع؛ لأنه مخالف لقوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} . ويرده العقل فإن الكون ملك لله تعالى والإنسان من هذا الكون فهو مملوك لله تعالى. وليس للمملوك أن ينصرف في ملك المالك إلا بإذنه ومشيته. "نبذة في العقيدة الإسلامية": "ص٦٣،٦٤".
٢ "تفسير ابن كثير": "٧/٤٥٧".
٣ أخرجه مسلم: "رقم١٩٥٥".

<<  <   >  >>