للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[وفاته صلى الله عليه وسلم]

...

أخذ على هذا عشر سنين. وتوفي، صلاة اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ، وَدِينُهُ باقٍ، وَهَذَا دِينُهُ: لا خَيْرَ إِلا دَلَّ الأُمَّةَ عَلَيْهِ، وَلا شَرَّ إِلا حَذَّرَهَا مِنْهُ. وَالْخَيْرُ الَّذِي دَلَّهَا عَلَيْهِ التَّوْحِيدُ وَجَمِيعُ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضَاهُ، والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه.

ــ

حسنه، والمنكر ما ينكر بهما"١. قال الشوكاني: "والدليل على كون ذلك الشيء معروفاً أو منكراً هو الكتاب والسنة"٢.

وإنما خصه الشيخ –والله أعلم- دون غيره من بقية الشرائع؛ لأنه باب عظيم به قوام الأمر وملاكه، وهو وظيفة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام. وسمة من سمات الإيمان. وحق من حقوق المسلم على أخيه والأدلة على ذلك معلومة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

قوله: "أخذ على هذا عشر سنين يعني: أخذا على تبليغ الشريعة وبيانها في المدينة وغيرها عشر سنين.

قوله: "وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه" قال ابن كثير رحمه الله: "لا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين، والمشهور أنه الثاني عشر من ربيع الأول"٣ا. هـ.

قوله: "ودينه باق"، أي: لأنه دين عام إلى يوم القيامة للبشرية كلها. بينما الأديان السابقة كانت مؤقتة بأوقات معينة انتهت بنهايتها. ولما كان


١ "المفردات في غريب القرآن": "ص٣٣١". وانظر: "النهاية" لابن الأثير: "٣/٢١٦".
٢ "إرشاد الفحول": "ص٧١".
٣ انظر: "السيرة النبوية" لابن كثير: "٤/٥٠٥".

<<  <   >  >>