للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الأصل الأول: معرفة العبد ربه]

[*]

...

فإن قِيلَ لَكَ مَنْ رَبُّكَ؟ فَقُلْ: رَبِّيَ اللهُ الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته,

ــ

ما دينك؟ ديني الإسلام، ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ هو محمد عبد الله ورسوله ... إلخ.

فمن عرف هذه الأصول الثلاثة وعمل بمقتضاها فهو أهل لأن يوفقه الله تعالى في جوابه كما قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} ١، وقد ذكر الأصول الثلاثة ثم بدأ في تفصيلها وهذه أيضاً من الطرق العلمية الجيدة؛ لأن النفوس إذا عرفت الشيء إجمالاً تطلعت إلى معرفة تفصيلاً، والتفصيل بعد الإجمال من مقاصد البلغاء كما في علم المعاني ...

قوله: "فإن قيل لك من ربك؟ " هذا هو الأصل الأول. والجواب "فقل: ربي الله الذي رباني" وأصل الرب في اللغة بمعنى: المربي، ومن هذه الكلمة تشعبت معان أخرى لكلمة الرب من المالك والمدبر والمتصرف والمتعهد. والمصنف يريد المعنى الأول؛ لأنه قال: "الذي رباني"، فانتقل إلى المعنى الأساسي للكلمة الذي هو التربية، ومعنى رباني، أي: خلقني وأوجدني ثم رباني بنعمه الظاهرة والباطنة.

وقوله: "وربى جميع العالمين" هذا تعميم، أي: رباني أنا وربى جميع العالمين، وقوله: "بنعمته"، أي: ابتداء من الغذاء الذي يصل إلي


١ سورة إبراهيم، الآية: ٢٧.

<<  <   >  >>