للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فَإِذَا قِيلَ لَكَ: بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟ فَقُلْ: بآياته ومخلوقاته،

ــ

قوله: "فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟ " هذا السؤال الثاني بعد السؤال الأول: من ربك؟ أي: بم استدللت على معرفتك ربك؟ "فقل: بآياته ومخلوقاته" فهذا هو الدليل على أنه هو الذي خلقني وهو الذي رزقني وهو معبودي ليس لي معبود سواه. والآية في اللغة لها معان كثيرة، منها: البرهان والدليل. وآيات الله نوعان:

١- آيات شرعية، ويراد بها: الوحي الذي جاءت به الرسل فهو آية من آيات الله، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} ١، فإن قيل: كيف كان الوحي دليلاً وبرهاناً على الله تعالى؟ فالجواب:

أولاً: أن هذا الوحي الذي جاءت به الرسل جاء وحياً متكاملاً منتظماً لا تناقض فيه ولا اضطراب، قال تعالى عن القرآن: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} ٢، فالقرآن الكريم دليل على وجود الرب العظيم، وهو دليل من الآيات الشرعية.

ثانياً: أن هذه الآيات الشرعية قامت بمصالح العباد، وهي كفيلة بسعادتهم في دينهم ودنياهم. وأوضح مثال شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله جل وعلا قد شرع لنا في هذا القرآن الكريم وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ما هو كفيل بمصالحنا. وما من مشكلة أو معضلة إلا في الشريعة حل لها سواء كان عن طريق الكليات أو عن طريق الجنايات.


١ سورة الحديد، الآية: ٩.
٢ سورة النساء، الآية: ٨٢.

<<  <   >  >>