للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والداعون إليه، لا المتشبعون بما لم يعطوا، اللابسون ثياب الزور، الذين يصدون الناس عن دين نبيهم وهديه وسنته ويبغونها عوجاً وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً باتباعه واحترامه والعمل به، وتعظيم الأنبياء والأولياء واحترامهم متابعتهم لهم فيما يحبونه، وتجنب ما هم يكرهونه، وهم أعصى الناس لهم، وأبعدهم منهم ومن هديهم ومتابعتهم. كالنصارى مع المسيح، وكاليهود مع موسى، والرافضة مع عليّ. وأهل التوحيد أين كانوا أولى بهم وبمحبتهم ونصرة طريقتهم وسنتهم وهديهم ومنهاجهم، وأولى بالحق قولا وعملا من أهل الباطن. فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. والمنافقون والمنافقات والمشركون والمشركات بعضهم أولياء بعض. ومن أصغى إلى كلام الله بكلية قلبه وتدبره وتفهمه أغناه عن إتباع الشياطين وشركهم الذي يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وينبت النفاق في القلب، وكذلك من أصغى إليه وإلى حديث الرسول بكليته وحدث نفسه بهما وعمل باقتباس الهدى والعلم منهما لا من غيرهما أغنياه ١ من البدع والشرك والآراء والتخرصات الشطحات والخيالات التي هي من وساوس الشيطان والنفوس، وتخيلات الهوى والبؤس، وتعود ذلك ٢ فلا بد أن يتعوض ما لا ينفعه بل


١ في الأصل: من غيره أغناه وهو تحريف ظاهر.
٢ لعل الأصل: ومن تعود ذلك

<<  <   >  >>