للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد في المدينة:

بعد أن قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة في مكة تلك الفترة في الدعوة إلى توحيد الله وسط ذلك الجو المليء بالعداوة والأذى الشديدين وقد أذن الله للصحابة في الهجرة فهاجر كثير منهم هجرتين إلى الحبشة، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، فلم يجد إلا كأذى أهل مكة أو أشد، واشتدت قريش في إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأذن الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالهجرة إلى المدينة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قابل وفدين من أهلها في العقبة بمنى في موسم الحج، وعقد معهم البيعتين الأولى والثانية، فكان الإذن بالهجرة فرجا من عند الله للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فبدأ الصحابة يهاجرون إلى المدينة حتى هاجر أكثرهم، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

وبهذه الهجرة النبوية الكريمة إلى المدينة تدخل الدعوة إلى توحيد الله تعالى مرحلة أخرى في إبلاغها للناس، وتمهيد السبيل لانتشارها، ووقوفها في وجه الأعداء، فلقد كان الشرك يبسط نفوذه ويُحكم سلطانه على الجزيرة العربية.

ولم تنته عداوة المشركين للمؤمنين بالهجرة والخروج من مكة، بل ازدادت فقد رأى المشركين أن رسول الله وأصحابه قد قامت لهم دولة في المدينة، فبدأت قريش ومن شايعها تحيك المؤامرات والدسائس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، بدأت منذ بدأ أصحابه في الهجرة وعزم عليه الصلاة

<<  <   >  >>