للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والحديث عن موسى عليه السلام ودعوته طويل والمواقف فيه كثيرة، أكتفي بذكر أهمها:

١- تكليم الله تعالى له وبدء الرسالة:

بعد أن قضى موسى الأجل الذي اتفق عليه مع صاحب مدين، وكان عليه السلام قد قضى أتم الأجلين وأكملهما، كما ورد عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: "سألني يهودي من أهل الحيرة، أي الأجلين قضى موسى؟ قلت: لا أدري حتى أقدم على حبر العرب فأسأله، فقدمت فسألت ابن عباس فقال: "قضى أكثرهما وأطيبهما، إن رسول الله إذا قال فعل"١.

بعد ذلك سار موسى عليه السلام بأهله في ليلة مظلمة مطيرة باردة، وتاهوا عن الطريق المألوف، وفي تلك الحال رأى ناراً عن بعد، في جانب جبل الطور، فأمر أهله بالمكوث وذهب يلتمس خبر النار، فلما وصل كان وعد الله في ذلك المكان، وسمع النداء الإلهي من الشجرة، وأراه ربه عز وجل من الآيات والمعجزات ماشاء سبحانه، وحصلت له أمور عظيمة في تلك البقعة، وهي: كلام الله عز وجل له، وجعله رسولاً، وإظهار المعجزات على يديه٢. قال الله عز ووجل: {إِذْ قَالَ مُوسَى لأهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ


١ البداية والنهاية لابن كثير ١/ ٢٢٩.
٢ انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٣/ ٣٨٧، ٣٨٨، ومعالم التنزيل للبغوي ٣/ ١٤٤، والبداية والنهاية لابن كثير ١/ ٢٣٠ – ٢٣١.

<<  <   >  >>