للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يذكرني مسراك نجدا وأهله ... لقد زادني مسراك وجدا على وجد

قفي واسألي عن عالم حل سوحها ... به يهتدي من ضل عن منهج الرشد

محمد الهادي لسنة أحمد ... فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدى

لقد أنكرت كل الطوائف قوله ... بلا صدر في الحق منهم ولا ورد

وما كل قول بالقبول مقابل ... ولا كل قول واجب الطرد والرد

سوى ما أتى عن ربنا ورسوله ... فذلك قول جل قدرا عن الرد

وأما أقاويل الرجال فإنها ... تدور على قدر الأدلة في النقد

وقد جاءت الأخبار عنه بأنه ... يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي

وينشر جهرا ما طوى كل جاهل ... مبتدع منه فوافق ما عندي

ويعمر أركان الشريعة هادما ... مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد

أعادوا بها معنى سواع ومثله ... يغوث وود بئس ذلك من ود

وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ... كما يهتف المضطر بالصمد الفرد

وكم عقروا في سوحها من عقيدة ... أهلت لغير الله جهرا على عمد

وكم طائف حول القبور مقبل ... ومستلم الأركان منهي باليد

إلى أن قال:

فقد سرني ما جاءني من طريقه ... وكنت أرى هذه الطريقة لي وحدي ١

وفي بيان حالة الأقطار وقت ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول الصنعاني في قصيدة له أخرى:


١ وردت هذه القصيدة بكمالها في ديوان الصنعاني ص١٢٢-١٣٢، وأشار إليها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في "مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد" بقوله: "الأمر كما قال الصنعاني في قصيدته" أقاويل لا تعزى إلى عالم فلا تساوي فلسا إن رجعت إلى النقد. وذكر الصنعاني في "تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد" منها أربعة أبيات تبتدئ بقوله: أعادوا بها معنى سواع, وتنتهي بقوله: ويستلم الأركان منهي بالأيدي وعبر الصنعاني عما ذكره منها بالأبيات النجدية وكرها ابن غنام في روضة الأفكار والأفهام ج١ ص٤٦-٤٩ ووصفها بأنها بديعة في معناها فائقة أترابها رونقا وحسنا.

<<  <   >  >>