للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال الشيخ عبد اللطيف في "مصباح الظلام"١. "وقد اجتمع - أي: الإمام محمد بن عبد الوهاب - بأشياخ الحرمين في وقته ومحدثيهما، وأجازه بعضهم، ورحل إلى البصرة، وسمع وناظر، وإلى الأحساء وهي إذ ذاك آهلة بالعلماء، فسمع من أشياخها وباحث في أصول الدين ومقالات الناس في الإيمان وغيره، وسمع عن والده وعن فقهاء نجد في وقته، واشتهر عندهم بالعلم والذكاء، وعرف به على صغر سنه". وقال في موضع آخر من هذا المصدر "مصباح الظلام"٢: اشتهرت رحلة شيخنا - رحمه الله - وسماعه للعلوم، واجتماعه بأعيان وقته، وقد أخذ الفقه عن أبيه عن جده سليمان بن علي - مفتي الديار النجدية في وقته - وسنده المتصل بأئمة المذهب إلى الإمام أحمد معروف مقرر عندهم، وسمع الحديث من أشياخ الحرمين في وقته، وأجازه الكثير منهم، ومن أعلامهم محدث الحرمين الشيخ محمد حياة السندي، وكان له أكبر الأثر في توجيهه إلى إخلاص توحيد عبادة الله والتخلص من رق التقليد الأعمى، والاشتغال بالكتاب والسنة. ورحل إلى البصرة وسمع من أشياخها، ورحل إلى الأحساء ; وهي إذ ذاك آهلة بالعلماء، فسمع منهم وأخذ عنهم وعرف قدرة أهل العلم والنهى" ا. هـ.

وقال العلامة الشيخ عبد اللطيف - أيضا - في ذلك في ترجمته للإمام محمد بن عبد الوهاب بعد أن ذكر قراءته الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل على والده قال٣ - "ثم بعد ذلك رحل - أي: الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - يطلب العلم، وذاق حلاوة التحصيل والفهم، وزاحم العلماء الكبار، ورحل إلى البصرة والحجاز مرارا، واجتمع بمن فيها من العلماء والمشايخ الأخيار، وأتى الأحساء وهي إذ ذاك آهلة بالمشايخ والعلماء، فسمع وناظر، وبحث واستفاد، وساعدته الأقدار الربانية والتوفيق والإمداد.

وروي عن جماعة منهم: الشيخ عبد الله بن إبراهيم النجدي ثم المدني، وأجازه من طريقين، وأول ما سمع منه الحديث المسلسل بالأولوية " قال الشيخ عبد اللطيف:


١ ص٩.
٢ مصباح الظلام ص١٣٩,١٤٠.
٣ في ترجمة الشيخ عبد اللطيف للإمام محمد بن عبد الوهاب. وهي في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ص ٣٨٠.

<<  <   >  >>