للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أصحاب المال والجاه والسلطان أو أنهم عند الناس من أهل العلم بمظاهرهم تجدهم يفعلون ما يفعل الجهلة عند القبور، ولربما سألهم الناس عن حكم هذا العمل فيفتون الناس بأن هذا ليس الشرك المنهي عنه، فالناس يقتدون بهم في ذلك، ولكن العاقل لا يفعل هذا، لأنه يقول: ألا يسعني ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعه من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم؟

فما دام أن الرسول لم يدع غير الله في كل حياته ولم يعرف عنه ذلك لا في السلم ولا في الحرب ولا في السراء ولا في الضراء بل الثابت عنه صلى الله عليه وسلم أنه إذا ألمت به ملمة أو نزلت به نازلة قال لبلال: "يا بلال أرحنا بها"، (١) أي: بالصلاة، وفي كل صلاة نقرأ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥]، أي: لا نعبد إلا أنت ولا نستعين إلا بك وقد قال تبارك وتعالى في القرآن الكريم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: ٢١]. ولم يقل: لقد كان لكم في أهل زمانكم أسوة حسنة، وانظر إلى بني إسرائيل حين أطاعوا علماءهم وعبادهم في معصية الله تعالى ماذا قال الله تعالى عنهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ


(١) رواه الإمام أحمد (٥/ ٢٦٤)، عن رجل من أسلم (صحابي) الحديث، انظر صحيح البخاري (٧٨٩٢).

<<  <   >  >>