للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: المجامع النصرانية]

تمهيد

المجامع النصرانية يعرفها النصارى بأنها: هيئات شورية١ في الكنيسة تبحث في الأمور المتعلقة بالديانة النصرانية وأحوال الكنائس٢.

والمجامع النصرانية نوعان:

مجامع محلية: وهي التي تبحث في الشؤون المحلية للكنائس التي تنعقد فيها.

ومجامع مسكونية (عالمية) : تبحث في العقيدة النصرانية ومواجهة بعض الأقوال التي يرى غرابتها ومخالفتها للديانة.

وأول المجامع كما يذكر سفر أعمال الرسل، كان مجمع أورشليم الذي عقد أيام الحواريين من أجل النظر في حكم إلزام غير اليهود بالشريعة الموسوية. فقرر المجتمعون هناك أنهم لا يلزمون بالختان ولا بالشرائع الموسوية، وإنما يلزمون فقط بالإمتناع عن الذبح للأصنام والزنى وأكل المخنوق والدم) . ٣


١ هكذا يزعم النصارى أنها هيئات شوريه والناظر في تلك المجامع خاصة التي بحثت في العقيدة يجد أنها تنتهي ولم يتفق المجتمعون على الأمور التي بحثت، فيكون هناك جبر وموافقة قسرية على قول من تلك الأقوال، أو إذا لم يمكن الجبر والقسر يحدث الإنقسام بأن تذهب كل مجموعة بقولها الذي جاءت به، كما سيتضح من دراسة تلك المجامع. وهذا يتنافى مع كونها هيئات شورية إلا أن يقال أنها هيئات شورية إلزامية.
٢ انظر: كتاب (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء) ص٢٠٣، فقد نقل هذا عن تاريخ الأقباط لزكي شنوده، وكتاب الكنيسة المصرية لميشيل جرجس.
٣ انظر: سفر أعمال الرسل. الإصحاح الخامس عشر. ويلاحظ أن ذلك - إن صدق كاتب سفر الأعمال فيما ذكر - من أوائل الإنحراف عن شريعة عيسى عليه السلام ودعوته فهم لم يذكروا دليلاً على ذلك من كلام المسيح عليه السلام إنما فقط من إستحسانهم وأرائهم، وهذا ما مهد لسائر التحريفات التي تمت عن طريق المجامع فيما بعد.

<<  <   >  >>