للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سر مجيء القصيدة على بحر البسيط]

...

تأملات في القصيدة

١ القصيدة جاءت من بحر البسيط ويجئ الشطر الواحد منه على وزن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن وهذا الوزن الشعري يتلاءم مع عاطفة الشاعر، عاطفة الوله واللهفة على قومه، والخوف من المصير المحتوم الذي ينتظرهم بالإضافة إلى أنه يتميز برقته وعذوبته، ولذلك قل في أشعار الجاهليين وكثر عند المولدين، فإذا أضفنا إلى ذلك رويها الذي يتضافر معها ويتظاهر على أحداث هذا الرنين أدركنا أن الشاعر قد أصاب حظا من التوفيق، وكأن إيقاعات الألفاظ طبول تدق بنذر الحرب وتعلن أن ساعة الخطر قد حانت على نحو ما نجد في قوله:

قوموا قياما على أمشاط أرجلكم ... ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا

وإشباع حرف الروي وهو العين يتلاءم مع تجربته الشعورية إذ أن إطلاق الصوت وعدم انحباسه نتيجة للإشباع يوحي بأن الشاعر يصرخ صرخات متتالية ليبلغ قومه هذا النذير.

٢ والقصيدة بعد ذلك نفثة شعرية ونغمة حزينة توحي بالوفاء لقومه وتنبئ بالإخلاص والمحبة، وتذكر الأخبار أن القصيدة حين وقعت في يد كسرى قطع لسانه وما كان ذلك ليثني الشاعر عن مهمته، أو يؤثر على ولائه لقومه، ذلك لأن ارتباط الشاعر بقضايا

<<  <   >  >>