للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[البراعة في الصياغة الأسلوبية]

...

وحين يضعف عن السلوى، ويعجز عن نسيانها يتلمس الأسباب لتعليل موقفه منها قائلا: إن الإنسان العاشق لابد أن يحن إلى معشوقه مهما كانت الأسباب ودواعي الفراق.

..................... ولا محالة أن يشتاق من عشقا

ويستغل الشاعر الدلالة المباشرة للحبل ويوظفها في التعبير لتساعد على الإيحاء، وتنقل الواقع النفسي الأليم في قوله حين يصور العلاقة الفاترة بينه وبين أسماء بالحبل الواهن الضعيف:

.................... فأصبح الحبل منها واهنا خلقا

وإذا كان حبل وصالها خلقا، فهو مقطوع في قصيدة أخرى يقول١:

صرمت جديد حبالها أسماء ... ولقد يكون تواصل وإخاء

وهذا يذكرنا بقول الأعشى٢:

بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا ... واحتلت الغمر فالجدين فالفرعا

وحبل الأعشى مقطوع فقد قطع الأمل في عودة الحبيبة، وقضى على رجائه منها.


١ شرح ديوان زهير: صـ ٣٣٨.
٢ شرح ديوان الأعشى: صـ ١٥١.

<<  <   >  >>