للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وصف القوس]

...

واذا كان الشنفرى لا قبل له بالعيش مع الأحياء من البشر ولا بالحياة مع الجماد والنباتات؛ لأنها لا تفصح ولا تبين فهناك أوجه الشبه بينه وبين الوحوش فكل منهما يأبى الذل ويرفض الهوان, ويتصف بالشجاعة ويعشق الحرية ويهواها.

ثم يقارن بينه وبينها ويقرر أنه يفوق الوحوش في بسالته حيث يسبقها في مطاردة الفريسة, ولكنه مع ذلك يتصف بالقناعة والعفة مع القدرة فلا يزاحم في الأكل، فقوته لا تطغيه ولا تجعله ينسي الخلق الكريم:

وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل

٢ ويعاود الشاعر حديثه عن قومه ويأسى لتذكرهم حيث إنه لا خير فيهم فلا فائدة في قربه منهم؛ إذ لا يقدرون المعروف ولا يجزون عليه, وكان ذلك سببا لانتقاله من الحديث عن ذاته إلى الحديث عن أسلحته وأدواته التي يحتاجها في الدفاع عن نفسه وقد أحصاها في ثلاثة: قلبه القوي الذي قد من صخر حتى كأنما أحيط بشيعة من الأنصار وسيفه الصقيل وقوسه الطويلة العنق، وفي التعبير عن هذه الثلاثة بالأصحاب ما يوحي بالألفة والمودة بينه وبينها، فحيث كان الخروج على قومه كان التألف والتعارف والتفاعل بينه وبين الطبيعة ولذلك صح تعبيره عن أدوات القتال بالأصحاب وإيثاره لهذا

<<  <   >  >>