للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السادس: شبهة تنزيل آيات في المشركين على مسلمين.. عرض ثم رد]

يفتعل الخصوم شبهة أخرى، هي في حقيقتها لا تختلف عن أختها السابقة، فيدعون أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه من بعده، قد عمدوا إلى آيات من القرآن نزلت في المشركين، وخوطب بها الكفار- آنذاك- فحملها- أي الشيخ وأتباعه كما يدعون- على المسلمين، فجعلوا المسلمين مثل الكفار..

هذه هي شبهتهم، مع ملاحظة أنهم يقصدون بالمسلمين- هاهنا- من يستغيث بالأموات، ويذبح للجن، وينذر للأولياء ... فهم مسلمون- على حد ظنهم- ماداموا يعترفون بأن الله هو المؤثر، والفاعل وبيده النفع والضر..، وهم مسلمون- أيضا- لأنهم ينطقون بالشهادتين، ولو وقعوا في تلك الشركيات.

وسنورد شبهتهم في ذلك.. ثم نتبعها بالرد والبيان.

يشير سليمان بن عبد الوهاب إلى تلك الشبهة، فيقول- مخاطبا أنصار الدعوة السلفية-:

(ولكن ليس هذا بأعجب من استدلالكم بآيات نزلت في الذين {إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُون. وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} ١ والذين يقال لهم {أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى} ٢ والذين يقولون {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً} ٣ ومع هذا يستدلون بهذه الآيات، وينزلونها على الذين يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقولون ما لله من شريك، ويقولون ما أحد يستحق أن يعبد مع الله ... ) ٤.

ويورد علوي الحداد تلك الشبهة فيقول:

(وأما ما استدل به من الآيات الكريمة على تكفير المسلمين كقوله تعالى {قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.. سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} ٥.


١ سورة الصافات آية: ٣٥.
٢ سورة الأنعام آية: ١٩.
٣ سورة ص آية: ٥.
٤ "الصواعق الإلهية" ص ١١.
٥ سورة المؤمنون آية: ٨٤.

<<  <   >  >>