للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولكن لينشروا علماً وليستزيدوا منه، وليكونوا صلة بين شرق البلاد وغربها بالعلم والثقافة"١.

ويضيف الشيخ الجاسر قائلا: "ونشير إلى ما هو أغرب من هذا، وهو أن علامة العرب الهمداني صاحب (الإكليل) و (صفة جزيرة العرب) وغيرهما من المؤلفات القيمة، والذي كان يعيش في أقصى جنوب جزيرة العرب دخلت كتبه الأندلس واستفاد منها علماؤه قبل أن يعرف علماء الشرق عنها شيئاً، بل إن هذا العالم وصلت إلينا كثير من أخباره عن طريق علماء الأندلس مثل صاعد الأندلسي في كتابه (طبقات الأمم) وغيره، ولم يعرف علماء المشارقة عن كتب الهمدانيّ إلا اليسير بعد الأندلسيين بمئات السنين.

أما الهَجَريّ فإن أمره بقي مجهولا بين علماء الشرق إلى هذا العهد إلا ما عرفوه بواسطة الأندلسيين، وهو قليل بل أقل من القليل، بينما انتشرت كتبه في الأندلس واستفاد منها علماؤنا في وقت مبكر جداً يرقى إلى عصر الهجريّ نفسه.

ولما رأى المشارقة الاستفادة من تلك الكتب لم يجدوا أمامهم سوى ما في مؤلفات علماء الأندلس منها٢.

ويمكن القول إن الكلمات اللغوية المعزوة لأبي عليّ الهجريّ في معجم "لسان العرب" لابن منظور وصلت إليه عن طريق "المحكم" لابن سيدة الأندلسيّ (٤٥٨ هـ) .

وعرف المشارقة باقي تراث الهجريّ اللغويّ مما يتصل بغريب الحديث٣ عن طريق كتاب "الدلائل في شرح غريب الحديث" لثابت بن حزم السرقسطيّ (٣١٣ هـ) .


١ أبو علي الهجري ١١.
٢ نفسه ١٢.
٣ ينظر: التعليقات والنوادر ١/١٨١.

<<  <   >  >>