للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما تقَضَّوا ذلكَ التفتَ الذي … عليهم وأفَوا نذرَهم ثم تمّموا

دعاهمْ إلى البيت العتيق زَيارَةً … فيا مَرْحبًا بالزائرين وأكرمُ

فلله ما أبهَى زِيارتهم لهُ … وقد حصلتْ تلك الجوائز تقسم

ولله إفضال هناكَ ونِعَمةٌ … وبرٌّ وإحسانٌ وجودٌ ومَرْحمُ

وعادوا إلى تلكَ المنازل من منًى … وقالوا مُناهُم عِندها وتنَعّموا

أقاموا بها يَومًا ويَومًا وثالثًا … وأذٍّنَ فيهم بالرحِيل وَأعلِموا

وراحوا إلى رَمي الجمار عَشيّةً … شِعارهُم التكبير والله معهم

ولو أبْصرت عَيناكَ موقفهم بها … وقد بسطوا تلك الأكف ليُرحموا

يُنادونه يا ربِّ يا ربِّ إننَا … عبيدك لا نرجوا سِوَاكَ وتعلم

وهانحن نرجوا منك ما أنت أهله … فأنت الذي تعطي الجزيلَ وترحم

ولما تقَضوا من منى كل حاجةٍ … وسالت بهم تلكَ البطاحُ تقدموا

إلى الكعبةِ البيت الحرام عشية … وطافوا بها سبعًا وصلوا وسلموا

ولما دَنا التوديع منهم وأيقَنوا … بأن التداني حبله متَصَرِّمُ

ولمْ يَبق إلا وقفةً لمُوادِعِ … فلله أجفانٌ هناك تسَجَّم

ولله أكبادٌ هنَالِكَ أودعَ الغَرام … بها فالنار فيها تضَرّشم

وللهِ أنفَاسٌ يكادُ بحَرِّهَا … يذوب المحبُّ المستهَام المتَيَّم

فلم ترَ إلا باهِتًا متَحَيِّرًا … وآخرَ يبْدِي شَجْوَه يترَنمُ

رَحلْتُ وأشوَاقي إليكم مقيمةٌ … ونار الأسَى مِني تشبُ وتضرم

أوَدِّعكم وَالشوق يثني أعِنّي … إليكم وَقلبي في حَمَاكم مخَيم

هنَالكَ لا تثريب يومًا على امرئٍ … إذا مَا بَدَا منه الذي كانَ يُكتَمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>