للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المقدمة:

الحمد لله الذي رفع قدر العلم والعلماء، وجعلهم مصابيح للأنام يدلونهم على الحق ويُرْشدونهم إلى ما فيه رضا الرحمن، أحمده سبحانه وأسأله أن يجعلنا في زمرة العلماء العاملين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

فانطلاقاً من المنهج الذي التزمت به حكومة المملكة العربية السعودية في تحكيم شرع الله والاهتمام بالكتاب والسنة، وعناية منها بهذين المصدرين، فقد شرعت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بعقد ندوة علمية تحت عنوان: ((عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية)) ، وقد وضعت المحاور والموضوعات لهذه الندوة.

ولما كانت هذه الندوة محل اهتمام العلماء في هذه البلاد وغيرها من البلاد الإسلامية، أحببت أن أشارك في هذه الندوة ببحث يلقي الضوء على الجهود الكبيرة التي بذلها علماء مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري في خدمة السنة النبوية والسيرة تدريساً وتأليفاً، والأثر العظيم الذي ساهمت به حلقات المسجد الحرام والمدارس العلمية في مكة المكرمة في تعريف الطلاب بهذه العلوم الشرعية، وانتشارها والعناية بها، وكثرة المدرسين لهذه العلوم، حتى أضحى المسجد الحرام والمدارس العلمية منارةَ علم للطلاب ينهلون من هذه المعارف، وأصبح علماء مكة المكرمة يَرحل الناس للأخذ منهم والرواية عنهم، وظهر أثر ذلك في البلاد الإسلامية التي رحل إليها مَنْ رحلَ من علماء مكة، ورجع إليها طلابها الذين نهلوا من حلقات المسجد الحرام، وانتشار المدارس الإسلامية في كثير من بلاد المسلمين مثل إندونيسيا وماليزيا وغير ذلك.

 >  >>