للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التي يريدها الإسلام ليست مجرد أقوال يلوكها اللسان، وحركات خالية من الخشوع والتدبّر، بل هي التي تأخذ حقها من التأمل والخشية واستحضار عظمة المعبود جل جلاله.

إن الصلاة في الإسلام حركات مخصوصة في أوقات مخصوصة بقراءة وألفاظ مخصوصة لها شروطها وأركانها التي لا تؤدّى إلا بها.

وقد فرضت الصلاة في مكة قبل الهجرة بنحو ثلاث سنوات، وكانت طريقة فرضها دليلاً على عناية الله بها، فالعبادات كلها في الإسلام فرضت في الأرض، أما الصلاة فهي وحدها التي فرضت في السماء ليلة الإسراء والمعراج.

وفي المجلد (٢٢) الصفحة (١٠١٣) الفقرة الثانية من الموسوعة قال:

"إن تغيير محمد للقِبْلة من القدس إلى مكة كان خطوة عبّر بها محمد عن يأسه من محاولتِه وجهودِه لكسب واستِمَالةِ قلبِ اليهود إلى فكرته".

ونقول:

لقد صلى المسلمون إلى بيت المقدس سبعة عشر شهراً (١) .

والذي عليه جمهور العلماء أنّ الله تعالى أوجب على رسوله استقبال بيت المقدس، ثم نسخ الله ذلك وأمره أن يستقبل بصلاته الكعبة (٢) ؛ بدليل قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} [البقرة:١٤٣] ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلّب وجهه في السماء


(١) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ١/١٩٨.
(٢) انظر تفسير ابن كثير (١/٢٧٤) طبعة دار الشعب، وأبو شهبة، السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة ٢/١٠٥.

<<  <   >  >>