للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وإزاء ذلك رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني قينقاع نقضوا العهد بهذه الفعلة النكرة، فأخبرهم بنقض العهد الذي كان بينه وبينهم؛ تأدباً بأدب القرآن الذي يأمر بذلك فيقول: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء} [الأنفال:٥٨] ، ثم حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة حتى نزلوا على حكم الله ورسوله، فاستشار الرسول كبارَ أصحابه وانتهى الأمر بإجلائهم (١) .

ولا يُعتقد أنّ سبب إجلاء بني قينقاع يعود إلى رفضهم قبول الإسلام، ففي هذه المرحلة كان يُقبل التعايش السلمي معهم، ولم يكن الرسول ليشترط على أحد من اليهود أن يدخل الإسلام مقابل بقائه في المدينة، بل إنّ نصوص المعاهدة تؤكد إعطاء اليهود حريتهم الدينية في المدينة المنورة.


(١) صحيح البخاري ٣/١١، وانظر السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة ٢/٣٩٥.

<<  <   >  >>