للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تخرجوا معي إلا رغبة في الجهاد، أمّا الغنيمة فلا أعطيكم منها شيئاً" وقد أراد الرسول بذلك أن يبين لهم أن لا حاجة له بالذين لا همّ لهم إلا الغنيمة (١) .

ومما يدل على أن المغانم والأموال لم تكن هدف المسلمين من حربهم واستيلائهم على خيبر، ولم يكن التعطش للقتل وسفك الدماء بغيتهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى علياً رضي الله عنه أن يدعو يهود خيبر إلى الإسلام وما يجب عليهم من حق الله، وقال له: "فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم" (٢) إنها فرحة لا تعدِلُها فرحة أن يهتدي يهود أو يهتدي أحد منهم إلى الإسلام، إذن كان همُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتحه خيبر نشر العقيدة وإزاحة العقبات من طريقها. ولما سأله علي رضي الله عنه: "يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا فعلوا ذلك منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" (٣) .

هذا على مستوى القيادة، أما على مستوى الأفراد والأتباع والجند فتأمل هذه الحادثة:

"صح أن أعرابياً شهد فتح خيبر أراد النبي صلى الله عليه وسلم أثناء المعركة أن يقسم له قسماً وكان غائباً، فلما حضر أعطوه ما قسم له، فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما على هذا تبعتك، ولكن اتبعتك على أن أُرمى هاهنا وأشار إلى حلقه


(١) السيرة النبوية ٢/٤١٤.
(٢) مسلم – فضائل الصحابة ٤/١٨٧٢.
(٣) مسلم مع شرح النووي ١٥/١٧٧.

<<  <   >  >>