للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"لقد أفاد الإسلامُ التمدّن أكثر من النصرانية، ونَشَر راية المساواة والأخوة. وهذه الأدلة نذكرها نقلاً عن تقارير الموظفين الإنجليز، وعما كتبه أغلبُ السيّاح من النتائج الحسنة التي نتجت من الدين الإسلامي، وظهرت آياتها منه، فإنه عندما تدين به أمة من الأمم السودانية تختفي بينها - في الحال- عبادة الأوثان، وإتباع الشيطان، والإشراك بالعزيز الرحمن، وتحرّم أكل لحم الإنسان، وقتل الرجال ووأد الأطفال، وتُضْرب عن الكهانة، ويأخذ أهلُها بأسباب الإصلاح وحب الطهارة واجتناب الخبائث والرجس والسعي نحو إحراز المعالي وشرف النفس. ويصبح عندهم قِرى الضيف من الواجبات الدينية، وشرب الخمر من الأمور البغيضة، ولعب الميسر والأزلام محرماً. والرقص القبيح، ومخالطة النساء – اختلاط دون تمييز – بغيضاً. ويحسبون عفة المرأة من الفضائل، ويتمسكون بحسن الشمائل.

أما الغلو في الحرية وراء الشهوات، فلا تجيزه الشريعة الإسلامية. والدين الإسلامي هو الدين الذي يقمع النفس عن الهوى، ويحرم إراقة الدماء، والقسوة في معاملة الحيوان والأرقاء، ويوصي بالإنسانية، ويحض على الخيرات والأخوة. ويقول بالاعتدال في تعدد الزوجات، وكبح جماح الشهوات" (١) .

أما الفيلسوف الروسي المنصف تولستوي فعندما رأى تحامل أهل الأديان الأخرى على الدين الإسلامي هزّته الغيرة على الحق، فوضع كتاباً عن نبي الإسلام، قال فيه: "وُلد نبي الإسلام في بلاد العرب من أبوين فقيرين. وكان- في حداثة سِنّه - واعياً يميل إلى العُزلة والانفراد في البراري والصحاري،


(١) ماذا يقول الغرب عن محمد صلى الله عليه وسلم، لأحمد ديدات، محاضرات بعنوان "ويأبى الله إلا أن يتم نوره" موقع إسلاميات.

<<  <   >  >>