للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى، وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى، وَهُوَ يَخْشَى، فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [عبس: ١-١٠] .

وقال تعالى في قصة صلاته على المنافق عبد الله بن أبي بن سلول: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ} [التوبة: ٨٤] .

ولو كان القرآن من عنده هل تراه وهو بَشَرٌ يعاتِب نَفسَه بمثل ذلك؟!

وفي قصة أسرى بدر استمع إلى قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ} [الأنفال: ٦٧] .

{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ، لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ، فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة:٤٤-٤٧] .

وتفيد هذه الآيات، أن محمداً صادق فيما أبلغهم، وأنه لو تقوَّل بعضَ الأقاويل التي لم يوح بها إليه لأخذه الله فقتله على هذا النحو الذي وَصَفتْه الآيات، ولما كان هذا لم يقع فهو لا بد صادق.

وتأمل الحركة التصويرية للآيات؛ الأخذ باليمين، وقطع الوتين، حركة عنيفة هائلة مروّعة حية في الوقت ذاته، ووراءها الإيمان بقدرة الله العظيمة، وعجزُ المخلوق البشري أمامها وضعفُ البشر أجمعين (١) .

ثم إن هذا القرآن جُمع جمعاً متواتراً، كتبه الصحابة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسطور وحفظوه ووعوه بالصدور ولا يشك في قطعية ثبوته أحدٌ.


(١) في ظلال القرآن ٦/٣٦٨٩.

<<  <   >  >>