للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الحادي عشر: في الحذر من الركون إلى كل أحد، والأخذ من كل كتاب لأن التلبيس قد كثر والكذب على المذاهب قد انتشر]

اعلموا رحمنا وإياكم الله سبحانه، أن هذا الفصل من أولى هذه الفصول بالضبط لعموم البلاء، وما يدخل على الناس بإهماله، وذلك أن أحوال أهل الزمان قد اضطربت، والمعتمد فيهم قد عز، ومن يبيع دينه بعرض يسير، أو تحببا إلى من يراه قد كثر (والكذب على المذاهب قد انتشر فالواجب) ١ على كل مسلم يحب الخلاص (أن) ٢ لا يركن إلى كل أحد ولا يعتمد على كل كتاب، ولا يسلم عنانه إلى من أظهر له الموافقة.

فلقد وقفت على رسالة عملها رجل/ (٥٢/ب) من أهل أصبهان يعرف بابن اللبان٣ وهو حي بعد فيما بلغني، وسماها ((بشرح مقالة الإمام الأوحد أبي


١ هذه العبارة في الأصل فيها اضطراب ونصها هكذا: (الكذب على المذاهب وقد فالواجب) والتصويب مستوحى من عنوان الفصل الوارد في مقدمة المؤلف، وقد أثبته في أول الفصل.
(أن) ليست في الأصل والسياق يقتضيها.
٣ وهو: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، أبو محمد الوائلي البكري الأصبهاني المعروف بابن اللبان – نسبة إلى بيع اللبن. (اللباب ٣/ ١٢٦-١٢٧) قال الخطيب: كان أحد أوعية العلم ومن أهل الدين والفضل، أخذ عن أبي بكر الباقلاني علم أصول الديانات وأصول الفقه، ودرس فقه الشافعي على ابي حامد الاسفرائيني وكان متديناً حافظاً للقرآن حسن الصوت به، ومات بأصبهان سنة ست وأربعين وأربعمائة.
انظر ترجمته في: (تبيين كذب المفتري ٢٦١) و (طبقات الشافعية السبكي ٣/ ٢٠٧) و (التذكرة ٣/ ١١٢٤) و (اللباب ٣/ ١٢٧) وشذرات الذهب ٣/ ٢٧٤) و (الأعلام ٤/ ٢٦٦) .

<<  <   >  >>