للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما ضعف الإسلام مند القرون الوسطى حتى زال أكثر ملكه إلا بهجر تدبر القرآن وتلاوته والعمل به"١.

فالقرآن الكريم هو من أعظم مقويات الإيمان، وانفع دواعي زيادته، وهو يزيد إيمان العبد من وجوه متعددة.

قال ابن سعدي:"ويقويه من وجوه كثيرة، فالمؤمن بمجرد ما يتلو آيات الله، ويعرف ما ركب عليه من الأخبار الصادقة والأحكام الحسنة يحصل له من أمور الإيمان خير كير، فكيف إذا أحسن تأمله، وفهم مقاصده وأسراره"٢.

لكن ينبغي أن يعلم أن زيادة الإيمان التي تكون بقراءة القرآن لا تكون إلا لمن اعتنى بفهم القرآن وتطبيقه والعمل به، لا أن يقرأه قراءة مجردة دون فهم أو تدبر وإلا فكم قارئ، للقرآن والقرآن حجيجه وخصيمه يوم القيامة.

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوماً ويضع آخرين" ٣.

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ... والقرآن حجة لك أو عيك" ٤.

فهو حجة لك ويزيد في إيمانك إن عملت به، وحجة علبك وينقص إيمانك إن فرطت به وأهملت حدوده.


١ مختصر تفسير المنار (٣/ ١٧٠) .
٢ التوضيح والبيان لشجرة الإيمان (ص ٢٧) .
٣ رواه مسلم (١/ ٥٥٩) .
٤ رواه مسلم (١/ ٢٠٣) .

<<  <   >  >>