للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: في الكلام عن الخلاف في هذه المسألة هل هو لفظي أو حقيقي؟]

كأن معالم هذا الموضوع والقول الفصل فيه بان واتضح في عطف المبحث السابق، لكن ذلك لا يمنع من أن نفرده هنا ليأخذ نصيبه من البحث والتجلية، وبخاصه أنني قد وقفت على كم هائل من أقوال للمتكلمين يزعمون فيها أن الخلاف في هذه المسألة لفظي وليس حقيقياً، وصوري وليس جوهرياً"١.

وهذا القول منهم مبني على وهمهم السابق الذي تقدم التنبيه عليه وعلى غلطه. ولا أطيل بالنقل عن كل من وقفت على أنه قال بذلك، وإنما اكتفي بالإشارة إلى بعضهم فقط ولاسيما وأن دعوى الجميع واحدة وشبهتهم متكررة وهي: إعادتهم الخلاف في المسألة إلى الخلاف في تعريف الإيمان٢.


١ انظر المسامرة شرح المسايرة (ص ٣٧٣) ، والنبراس شرح العقائد (ص ٤٠٥) ، واتحاف السادة المتقين (٢/ ٢٦١) ، وحاشية الكستلي على النسفية (ص ١٥٨) ، وجوهرة التوحيد (ص ١٢) ، وفيض الباري (١/ ٥٩، ٦٣، ٦٤) وتحفة القاريء (ص ٤٨، ٥٦) ، وقواعد في علوم الحديث للتهانوي (ص ٢٣٥) ، والإيمان لمحمد نعيم ياسين (ص ١٥١) ، وغيرها.
٢ مع أن الخلاف في تعريف الإيمان نفسه خلاف حقيقي جوهري كما سيأتي التنبيه عليه قريباً.

<<  <   >  >>