للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشاعر: [من الوافر]

كما يحدوا قلائصه١ الأجير.

الفصل التاسع والثمانون: في الفرق بين ضدَّين بحرف أو حركة.

ذلك من سنن العرب كقولهم: دَوِيَ: من الدَّاء وتَداوى: من الدواء. وأخْفَرَ: إذا أجارَ وخَفَرَ: إذا نقض العهد. وقَسَط: إذا جار وأقسَطَ: إذا عدل. واقْذى عينه: إذا ألقى فيها القذى وقذاها: إذا نزع عنها القذى. وما كان فرقه بحركة كما يقال: رجُلٌ لُعَنَةٌ: إذا كان كثير اللَّعن ولُعْنَة: إذا كان يُلْعَن وكذلك ضُحَكة وضحكة.

الفصل التسعون: في زيادة المعنى حُسنا بزيادة لفظ.

هي من سنن العرب كما تقول: زَيْدٌ لَيْثٌ إنَّما شَبَّهْتَهُ بليثٍ في شَجاعته. فإذا قال: زيدٌ كاللَّيثِ الغَضبان فقد زاد المعنى حُسناً وكسا الكلامَ رونقا كما قال الشاعر: [من الهزج]

شَدَدْنا شِدَّةَ اللَّيثِ ... عَدا واللَّيثُ غَضبانُ.

وكما قال امرؤ القيس: [من الطويل]

مهفهفة٢ بيضاء غير مفاضة٣ ... تَرائِبُها مَصْقولَةٌ كالسِّجَنْجَلِ.

فلم يزد على تشبيهها بالمرآة. وذكر ذو الرُّمَّة أخرى فزاد في المعنى حيث قال: [من الطويل]

لها أذن حشر وذفرى أسيلة ... ووَجْهٌ كمِرآةِ الغَريبةِ أسْجَحُ٤.

لأنَّ الغريبة لا يكون لها من يُعْلمها مَحاسِنها من مَساويها فهي تحتاج إلى أن تكون مِرآتُها أصفى وأنقى لِتُريها ما تحتاج إلى رؤيته من محاسِن وَجهِها ومساويه. ومن هذا المعنى قول الأعشى: [من الطويل]

تروح على آلِ المُحَلِّق جَفْنَةٌ ... كَجابِيَةِ الشَّيخ العِراقيِّ تَفْهَقُ.

فَشَبَّهَ الجَفْنَةَ بالجابية وهو الحوض وقيَّدها بذكر العِراقيِّ لأنَّ العِراقيّ إذا كان بالبرّ ولم


١ القلائص: جمع القلوص من الإبل الشابه أوالباقية على السير أو أول ما يركب من إناثها إلى أن تثنى القاموس ٨١١.
٢ الهفهاف: الضامر البطن القاموس ١١١٥.
٣ مفاضة: مسترخية اللحم.
٤ الأسجح الحسن المعتدل القاموس ٢٨٥.

<<  <   >  >>