للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الشبهة الثامنة]

يقول الحافظ أسلم: "إن الأحاديث انتقدت علمياً ما أفقدها صفة التدين؛ لأن الأمور الدينية لا يدخلها النقد وآراء الرجال" (١) إلى أن قال: "الاعتراضات الموجهة للإسلام من غير أهله لا تأتي إلا عن طريق الأحاديث التي أقر المسلمون بصحتها وهي موضوعة الأصل لا صلة لها بالدين" (٢) .

ويؤكد محب الحق هذا المعنى فيقول: "يجب نبذ تلك الأحاديث التي توصل الإسلام إلى بوتقة الهدف والاتهام؛ لأن نبي الإسلام بريء منها" (٣) .

الرد:

لا يخفى أن النفيس من كل شيء يُتَغالى في الحصول عليه، وتبذل الأموال والنفوس لاقتنائه، فللقيمة العالية للحديث النبوي أراد كل صاحب هوى أن يتقوى به، وتبارت الطوائف في إيجاد سند لها منه حتى تنفق بضاعتها ويسمع قولها.

لكن هل معنى ذلك أن ما راموه تحقق لهم وأنهم ظفروا بمطلوبهم؟ كلا، فلقد قيض الله للذود عن حياض السنة رجالا اصطنعهم لنفسه، وأمدهم بروح منه، وأراد إكرامهم وإعلاء درجاتهم بذلك الجهاد، فنقدوا الزيف والبهرج حتى مازوه، وبقي المحض النقي فحرزوه واحتازوه.


(١) مقام حديث ١٥٤.
(٢) المصدر نفسه والصفحة ذاتها.
(٣) بلاغ الحق ٣٤.

<<  <   >  >>